عاجل

عبد الباسط ساروت.. علوٌ في الحياة وفي الممات

المركز الإعلامي العام – محمد كركص

على مدار أيامها بأعوامها التسع، تقدم الثورة السورية نماذج مشرفة لأبطال ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن قضيتهم وشعبهم وحريتهم ووطنهم، ووهبوا دماءهم الذكية لتروي الأرض، وتطهيرها من السلطة المستبدة والميليشيات والجيوش التي ساندتها في مواجهة الشعب السوري وإبادته.

تواصل الثورة السورية تقديم شهداءها الأبطال دفاعاً عن أهلهم وأرضهم وعرضهم في سبيل نيل الحرية والكرامة ضد المحتل الروسي وقوات الأسد والميليشيات المساندة لهم بعد أن فتكوا في الشعب السوري لمدة تسعة أعوام وقتلوا أكثر من مليون شخص وهجروا الملايين. ولعلّ أبرز خبر كان عن هؤلاء، ما حمله اليوم:

عبد الباسط الساروت بلبل الثورة وحارسها شهيداً

ولد “عبد الباسط ممدوح الساروت” من مواليد العام 1992 في حي البياضة – حمص من أبناء عشيرة “الحديدين”، هو حارس نادي الكرامة السوري بكل الفئات العمرية حتى الرجال، ومنتخب سوريا للشباب، ومن أبرز قادة المظاهرات التي اندلعت في مدينة حمص للمطالبة بإسقاط النظام السوري ضمن حراك الشعب والثورة السورية.

فانطلق كما انطلق أبناء مدينته مطالباً بالحرية والكرامة وما لبث حتى بدأ ينظّم المظاهرات ويقودها ويكتب الأشعار ويؤلف الهتافات والأغاني لتأجج لهيب الثورة ويهتف خلفه الألاف مطالبين بالحرية والكرامة وإسقاط الأسد ورموز حكمه، الذين أذاقوا الشعب الأمرين فكانت هتافاته وأغانيه تتردد على مسامع السورين في كل القطر وفي كل نقطة تظاهر حتى أضحى الساروت أيقونة الثورة السورية.

استشهد قبله 4 من اخوته في المعارك داخل أحياء حمص المحاصرة، قبل تهجير الثوار وعلى رأسهم الساروت الى الشمال السوري آنذاك، شارك في العديد من البطولات الرياضية الكروية في الشمال السوري ، بالتزامن مع نشاطه الثوري العسكري ضد النظام السوري وميليشياته، وقد كان محبوباً ومرحباَ به في كل الملاعب والأماكن التي تواجد بها للشعبية التي تمتع بها في قيادة المظاهرات مطلع الثورة السورية.

لكن مشاركة ساروت لم تكن مجرد ظهور وحضور فرد وسط آلاف، حيث رفع فوق الأعناق وهتف مع المحتجين المطالبين بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، إذ يمتلك قدرة كبيرة في التحكم بالمظاهرات بصوته المميز.

ومع مرور الأيام تحول هتاف ساروت إلى أنشودة ثم أغان بالحرية تتردد على ألسنة المتظاهرين، وخرج عبد الباسط من الملعب وقرر عدم العودة إليه إلا إذا سقط النظام السوري.

لم تمنح الكرة عبد الباسط الشهرة التي حققتها أناشيده، حيث لقب بـ”بلبل الثورة”، وتحول إلى أيقونة يتغنى بها الشباب.

لم يغفل الساروت عن قضيته ولم يتوانى عنها، فكانت حاضرةً دوماً في روحه وفي صلب اهتمامه وعلى سلم أولوياته، وحرص على إبقائها حيةً في كل الأزمنة وحاضرةً في كل الأوقات والمناسبات وضمن المظاهرات الشعبية والجلسات الثورية.

لقد كان “الساروت” رمزاً حقيقياً وتاريخاً عظيماً للثورة السورية، وكان عنواناً للصمود والعزيمة، ومبعثاً للأمل والتفاؤل، فسكن قلوب الثائرين وعقولهم، ليبقى إرثاً حياً في وجدانهم، وتاريخاً محفوراً عميقاً في ذاكرتهم، واسماً حاضراً دوماً وأبدا بينهم، وسيبقى في ذاكرتهم وذاكرة الأجيال المتعاقبة يذكره التاريخ بفخرٍ أبد الدهر.

عن Muhammed karkas

شاهد أيضاً

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بـ دير_الزور استعداداً لمعارك ضد  قسد

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بـ دير_الزور …