عاجل

“رولا شحادة”.. امرأة سورية لم تكسر ارادتها المحن

المركز الإعلامي العام – بسيمة حج إبراهيم

لم تحتفظ بعملها لنفسها لكنها جعلت من نفسها منارة تضيء للآخرين حياتهم وتزرع في نفوسهم المحبة والأمل ومازالت تؤدي رسالتها الانسانية في بلدتها بنشر العلم وثقافة الحياة والعطاء.

رولا شحادة (25 عاما)، متزوجة وأم لطفلين طالبة اقتصاد في جامعة إدلب، تعمل في منظمات المجتمع المدني منذ ٥ سنوات، بدأت العمل على تطوير نفسها في مجالات مختلفة لتقديم المساعدة لنساء مدينتها. بعد تحرير مدينة إدلب أواخر عام 2014، نزحت رولا إلى تركيا مع زوجها وأطفالها، وعملت محاسبة في “مول” لمدة سنة لتأمين لقمة عيشً لها ولأطفالها.

تعرضت رولا لحالة نفسية صعبة جراء الظلم والعذاب والضرب من قبل زوجها الذي كان يتعاطى المخدرات، فعادت رولا الى سوريا بعد انفصالها عنه مصطحبةً أطفالها تاركةً خلفها العذاب والشقاء الذي تعرضت له طيلة نزوحها إلى تركيا.

بدأت “رولا” حياة جديدة وبحثت عن عمل جديد يأمن لقمة العيش لها ولأطفالها، إضافةً لمحاولة الخروج من الأزمة النفسية التي عاشتها مع زوجها خلال السنة الأخيرة من حياتهما معاً. عملت رولا في مجالات الانسانية ” الإغاثة ” ومشروع ” لكفالة الايتام” وكما واجهتها مشاكل وصعوبات وعوائق كثيرة، إلا أنها واصلت عملها بسبب شغفها بالتغيير ودعم القضية التي خرجت من أجلها، خضعت بعدها لتدريبات، وهذا ساعدها أن تكون مدربة حماية في المراكز النسائية في الشمال المحرر.

عملت بعدها على بلورة أفكارها بشكل فريق يؤمن بالعمل التطوعي، ويهدف لنشر الوعي بين النساء وكان لديها اهتمام كبير بقضايا المرأة. وبعد فترة قصيرة عملت هي ومجموعة من النساء على تشكيل هيئة نسائية تهتم بقضايا النساء، والرغم من المشاكل والتحديات التي كانت تواجهها إلا هذا زاد من الاصرار ولمتابعة عملها، وهذا الوضع الصعب خلق لدي حافز واحساس بالمسؤولية.

كما كان لها تجارب عدة مع منظمات مختلفة ودولية، شاركت من خلالها العمل والنشاطات في مجالات تساعد المرأة بالنهوض والعمل. وبعد مسيرتها السابقة قررت “رولا” أن تتابع عملها الذي توقفت عنه لبعض الاشهر الماضية، وبسبب نشاطها المتعدد، عملت على تأسيس فريق وهدفها من تأسيس الفريق هو مساعدة النساء الأرامل لسد الاحتياجات الاساسية لأسرهم من خلال مشاريع صغيرة ترعى فيها النساء أولادهم بعد فقدان الزوج والأخ والأب المعيل لهذه الأسر، حيث خرجت بنهاية المشروع بمشروع أطلقت عليه اسم “بيت العيلة” للأيتام. أيضاً قدمت عدة تدريبات بمحالات مختلفة منها ” محو الأمية ” و ” حماية الطفل ” و ” قضايا نسائية” وأدوارها ضمن المجتمع، خلال كل تجربة كانت قادرة على قياس مدى دعم النساء لبعضهم، وتقديم تجاربهم والصعوبات التي تواجههم. رولا شحادة نموذجا مشرّفا للمرأة السورية التي لم تكسر ارادتها الاحداث الجسام التي مرت عليها طيلة سنوات الحرب.

عن احمد اسلام

مصور وصحفي سوري

شاهد أيضاً

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بـ دير_الزور استعداداً لمعارك ضد  قسد

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بـ دير_الزور …