عاجل

بعد أن نصبوا خيمة عزائه.. صدام الشيخ يعود إلى أهله حيّاً مع أحد رفاقه.

المركز الإعلامي العام – عهد الصليبي

 

في سجل التاريخ الحديث والثورة السورية قصص و مآثر تروي عظمة الإنسان.. ولطالما سمعنا كثيراً جملة “الشهيد الحيّ” التي كانت تقال لمن يستشهدون في ساحات النزال، وتعظيماً لشأنهم، ومواساة لذويهم، وتصديقاً لقوله تعالى “أحياء عند ربهم يرزقون”، واليوم طُبِّقَتْ الجملة قولاً ومضموناً.

الشهيد الحي “صدام الشيخ – أبو عدي” من مواليد 1981 بلدة كفرنبودة متزوج ولديه طفلان، كان واحداً من هؤلاء الرجال الأشاوس الذي سطع نجمه في دياجير الظلام وحمل مشاعل الحرية بكبرياء الرجال الصادقين ثمانية سنوات من الثورة والحرية ليرحل مع ركب الشهداء هو وعدد من رفاقه، وما زالت بطولاته خالدة حيّة ستتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل في سبر أغوار الكفاح الجَسور للثورة السورية العظيمة.

برز الشهيد “صدام الشيخ” فقير المال، غني السيرة كثائر و مناضل صلب ومن طلائع الثوار الأوائل للحراك المسلح في خاصرة ريف حماة ومعقلها الثائرة بلدة كفرنبودة مع أخوته وعدداً من رفاقه الأحرار الذين حملوا على عاتقهم الدفاع عن الأرض والشعب الثائر ورفض سياسة الظلم والاستبداد منذ وقت مبكر ومع الأيام الأولى للثورة السورية.

أعتقل صدام في عام 2012 في بلدته كفرنبودة من قبل قوات الأسد عند اقتحام البلدة، وقام عناصر قوات الأسد بإطلاق الرصاص على ساقيه ورميه وسط البلدة، عاود النظام واقتحم البلدة بعد شهرين من الاقتحام الأول وكان صدام في فراشه ليقتحم العناصر بيته ويقوموا بتكسير قدمه التي أطلقوا عليها الرصاص قبل شهرين، ولازمته الإعاقة داخل سجون الأسد حتى عاود الثوار لتحرير البلدة واستطاعوا تحريره مع عدد من المدنيين.
إصابته لا تعيقه من متابعة عمله الثوري والدفاع عن أرضه وشعبه في كافة المناطق التي تطأها دبابات الأسد وميليشياته.

شكل صدام إحدى الكتائب العاملة في الجيش الحر وشارك مع اخوته ورفاقه في معارك سوريا من شرقها حتى غربها ومن شمالها حتى جنوبها، في حلب وإدلب وحماة واللاذقية.

آمن صدام ورفاقه بالثورة السورية و بعدالة القضية التي قرروا إبرازها للعالم أجمع باعتبارها مصير شعب بأسره ومن أجلها نالوا نصيبهم من الأذى و التنكيل إلا أن عزائمهم لم تتوقف في منتصف الطريق أو تضعف لمجرد وعيد أو تهديد أو مساومة واغراء.

وقد تميز الشيخ بدماثة أخلاقه وشكيمة صبره رغم فقره و نضج وعيه و صلابة عزمة في أحلك الظروف والمواقف هذه الصفات جعلته مثار فخر وثقة بين أوساط رفاقه وكل من عرفة من أبناء الثورة.

كيف عاد الشهيد الحي صدام الشيخ إلى أهله بعد أربعة أيام من استشهاده :

في مساء يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر مايو/أيار 2019، وبعد أربعة أيام من فقد “صدام الشيخ” في معركة تحرير بلدته كفرنبودة بريف حماة الشمالي، نشر ناشطون سوريون عدّة، صورة لصدام وكان قد تغيرت ملامح وجهه وجسده، معنونين الصورة بعبارة “صدام الشيخ طلع عايش”.. لتعم الفرحة قلوب رفاقه الثوار، موجهين رسالتهم لجيش الأسد و حلفاءه أنهم لم ولن يتركوا أحداً من عناصرهم خلفهم.

وكان قد سبقه بساعات شهيدٌ حيّ آخر، فُقِدَ في ذات المعركة “تحرير كفرنبودة”، ويدعى “حسن العبدالله – أبو إسحاق” من أبناء بلدة بريديج بريف حماة الشمالي، وقد فتح أهله له دار عزاء، وما إن أغلقت صالة عزائه، عاد لأهله مبشراً أنه مازال حيّ.

ففي الثورة السورية وقع وصُدِّقَ مالم يكن علينا تصديقه في الروايات والأساطير والأفلام.

عن Husam Hezaber

Syrian journalist based in Gaziantep Turkey MMC Editor and Public Relation Manager

شاهد أيضاً

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بـ دير_الزور استعداداً لمعارك ضد  قسد

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بـ دير_الزور …