سارة عابدي – المركز الإعلامي العام
اتخذ الشعب القفقاسي 21 أيار عام 1864 يوم انتهاء الحرب التي استمرت لأكثر من مئة عام، والتي انتصر فيها القياصرة الروس وبدأت الهجرة للشعب الذي أتخذ من منطقة جبال القفقاس موطناً له، التي كانت محط أطماع الكثير بسبب موقعها التجاري الاستراتيجي الذي يصل بين الهند والصين وأوروبا، يومًا يعلن فيه الحداد على أرواح الكثيرين مِن من فقدوهم خلال الحرب.
تم تهجير وإبادة الشعب القفقاسي أو “الشركسي” كما لقبهم قدماء اليونان على يد روسيا القيصرية بسبب رغبتها بتوسيع حدودها.
دافع الشعب الشركسي عن أرضه حتى تمكنت الجمهورية من فرض سيطرتها على أراضيهم، فاضطّر للهجرة من مدينة سوتشي التي تقع على البحر الأسود جنوب الجمهورية الروسية، حيث خسر الشعب الشركسي مئات آلاف الأرواح في هذه الحرب وهُجر أكثر من مليون ونصف شخص من أراضيهم.
استقر الشعب الشركسي في مناطق سيطرة العثمانيين والكثير منهم في مناطق بلاد الشام، بسبب اعتناقهم ومحافظتهم على الدين الإسلامي، وبدأوا بالإندماج مع المجتمعات التي هاجروا إليها، وتأسيس حياة جديدة لهم، بعد حصولهم على جنسيات البلاد التي هاجروا اليها.
حصل الشركس على كثير من المناصب في الدول التي هاجروا اليها، وطمع الكثير بهم بسبب شجاعتهم وقوتهم التي أثبتوها خلال حربهم قبل الهجرة، حيث أنه تم تعيين العديد من الشباب منهم حرساً ملكيًا للملك “عبد الله الأول” بن حسين في الأردن واستلموا العديد من المناصب السياسية في سوريا، كما العديد من الدول الأخرى.
حافظ الشركس على عاداتهم ولغتهم من الضياع، ويُعرف الشعب الشركسي باحترامه الشديد للمرأة الشركسية بسبب أهميتها في المجتمع، ويُعرف أيضا الشركس بموسيقاهم ورقصهم الذي يعبر في حركاته عن قوة الشباب الشركسي في المعارك والقتال وأنوثة وعنفوان الفتاة في المجتمع.
يحاول الشعب الشركسي إثبات وجوده في كل مكان حلّ فيه حيث أن الكثير من الشراكس حصلوا على جوائز عديدة في جميع المجالات، ويحاول الحفاظ على قوميته من الاندثار بسبب عدّهم من أقلية في المجتمعات التي حلّوا فيها، بسبب قلّة عددهم بعد الحرب.
أسسس الشركس العديد من القرى الخاصة بهم في أماكن استقرارهم، حيث يوجد الكثير من القرى الشركسية في المحافظات التركية، وفي محافظة القنيطرة في سوريا، وأسسوا مدينة عمان العاصمة الأردنية أيضًا.
تهجّر الشركس من سوريا بعد الحرب التي شنتها اسرائيل على الجولان السوري عام 1963 حيث هاجر الكثير منهم إلى دمشق وضواحيها، ومنهم من هاجر إلى الدول المجاورة كالأردن وفلسطين.
يحيي الشركس في كل سنة ذكرى التهجير والتي تسمى “يوم الحزن الشركسي أو يوم الحداد” في كل الأماكن التي يتواجدون بها، ليتذكروا المأساة التي تعرضوا لها.