ولادة لا نهاية
المركز الإعلامي العام – براءة الحمدو
دخلت عامها التاسع، وحان موعد ولادتها من جديد، ثورةٌ حملت في ثناياها.. شتى أنواع التضحيات والبطولات، وحافلةً بالسّجلات والسِجَالات، ومن المعلوم أنّ كلّ تجربة لا تمرّ عبثاً أو نزقاً، فدروس الثورة ليست بالمجان، على الرغم ما تكبله الشعب السوري، من آلام ودمارٍ وأحزان، ودماء الشهداء التي ختمت على الأرواح أن ترقى فوق التراب، اليوم وفي كل يوم، موجات وحركات تنشد الحرية في كلّ مكان ، تبغي ضرورة وأهمية (حاجة الإنسان) ، في أن يعيش حرّاً لا عبداً ، الحريةُ كالهواء والطعام والماء ، خمسون عاماً والسوريون محكومون بالنار والحديد ، والشعوب العربية كمثلهم، هذا وكلّه – أليس سبباً كافياً لنبذل في سبيل انتزاع حريتنا ؟ إنّ بزوغ فجر الثورات العربية، هي التوطئة والخط الأول لنيل الحرية والكرامة، فلا يستوي طالب الحرية بمؤيدٍ للأسدِ ولا بطبالٍ للكرسي! وغنيٌ عن القول – إننا نؤكد: أنَّ الأوطان تحتاج لرجالٍ يحررونها من الطغاة الذين جُرِّدوا من الكرامة الإنسانيّة ، ومن المعلوم إنّ فاقد الشيء لا يعطيه للشّعبِ ولا لأمةٍ من الأممِ، حكّام تربوا على أيدي الجاسوسية وبين أحضان الغدّرِ، لا نأمل منهم سوى شهوة القتل والتدمير، وعن قافلة الربيع نكتب التي انطلقت من تونس ومرّت بليبا ومصرَ واليمن وسوريا ، وأكملت مسيرها لتصعد السودان القافلة ، ولحقتها الجزائر مؤخراً (لا للعهدة الخامسة) ، ورغم جمال الربيع إلّا أنّه لا يكون ، قبل العصف والقصف ، والبرق والرعد ، جمالٌ تتفتقُ زهوره بحملة القلم والسيف من جديد ، لا تفوتوا عظمة التاريخ ولْحَقوا بركبهِ ، ليشهد بولادة أخباركم وحُسن صَنيعكم ، هذا دأب الصالحين ودربُ الأوّلين ، فلا تقبلوا بالهوان والذّل المُميت ، كلنا سنكون الأبطال مهما تصدّع السيف أو كُسِر القلم ، لا ، لن نرضى… سوف نبقى ، كم من نفوسٍ عظيمة ، تاقت لِشرف الصعُود إلى الجنان، نفوسٌ ما وهنت ولا جَبُنت، كانت ضاحكة مستبشرة، لا – ليست مُتكدّرة ولا مُتكبّرة، رحل الأحبّة واحترقت الأفئدة، لكن عبق أثيرهم مازال يُرشدنا إلى طريق الخلاص واختيارِ المِيتة المُشرفة، ولأنّها ميتةً واحدة فهيهات أن تستوي كلّ الميتات، فلنا الخيار إمّا موت الشهداء والعظماء، وإمّا موت الجبناء الأذلاء، أحبتي في الله منْ منّا لا يحلم بوطنٍ آمن وبعيشٍ كريمٍ باقٍ؟ فلا تحزنوا على ما فات وأقبلوا كالغزاة الفاتحين في كلِّ مكان، في محاربةِ طغاة العرب والشّرق، الذين لم يحفظوا العهود ولا صانوا النفوس ولا اُؤتمنوا على أعراضنا، بل زهقوها ونالوا منها، بأول الأمر في قتل رجالنا الأحرار وخيرةِ الأبرار، هل علمتم أصل الحكاية يا ثوار؟! لذلك لا تختزلوها بثورة الياسمين، بل هي ثورة الكمال والأقلام والبنادق والسيوف، وثورة لكلّ الطامحين بفجر الحريّة، هي ثورة بلاد الشّام، كلّ عام وثورات الربيع العربي مستمرة لا تنتهي.