المركز الإعلامي العام – داريا أحمد
شهد مخيم “البل” بريف حلب الشمالي اليوم الجمعة، وفاة رضيعة من مهجريي الغوطة الشرقية، بعد تعرضها لسوء تغذية وجفاف شديدين؛ في وقت يتعرض فيه عشرات الأطفال في المخيمات يومياً لخطر مشابه نتيجة سوء الأحوال المادية والمعيشية لعوائلهم.
وقال “عبدالباسط أبو عصام” في تصريح خاص للمركز الإعلامي العام وهو “مساعد في الأمور الطبية” الخاصة بالمخيم، أن الطفلة “شام محمود جوساني” ذات ال/9/أشهر من قرية “ميدعا”وهي من مهجريي الغوطة الشرقية، تعرضت لدرجة خطيرة من سوء التغذية والجفاف بنسبة /15% /وهي نسبة خطيرة جداً على حياة الأطفال وخاصة الرضع.
وأردف “عبد الباسط” أن عائلة شام محمود ككل العوائل المتواجدة في المخيم لاتملك سعر علبة حليب واحدة لغلاء ثمنها ولافتقار الأب “محمود” لأي عمل يحصل من خلاله على أموال تساعده في قضاء حاجيات العائلة ومنها علب الحليب لطفلته ،بعد أن تجاوز سعر علبة الحليب الواحدة ما يقارب /13/ ألف ليرة سورية ،والعائلة تعيش في فقر شديد مع انعدام سبل المعيشةوارتفاع الأسعار.
وتابع “تم نقل الطفلة شام إلى مشفى ابن سينا في مارع مرات متعددة إلا أن انقطاع مادة الحليب وعدم قدرة الأب على توفيرها لطفلته؛ أدى إلى تدهور حالتها الصحية حتى لم يعد جسمها يستجيب لأي علاج”.
وعن سؤالنا لعبد الباسط عن مساعدة المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية للمخيم أشار إلى أنه “منذ أكثر من سنة ونصف إلى السنتين لم تقدم أي منظمة إنسانية مساعدات غذائية تخص الأطفال للعوائل المتواجدة في المخيم”.
ونوه إلى أن “نسبة كبيرة من أطفال المخيم يتعرضون لسوء تغذية وجفاف حادين نتيجة عدم توفر الطعام الرئيسي اللازم لصحتهم كحليب الأطفال”.
والجدير بالذكر أن مخيم “البل” الواقع شرقي مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، كغيره من المخيمات التي تعيش حالة فقر شديد وأوضاع إنسانية مأساوية يتعرض عشرات الأطفال فيه لأمراض متعددة أصعبها سوء التغذية والجفاف.
وأوضح أحد الأطباء العاملين في مشفى ابن سينا لمراسلنا بأن “حالات عديدة مشابهة راجعت مرات متكررة المشفى في مارع لنفس الحالة المرضية بعد أن تدنت الأحوال المعيشية والصحية لقاطني المخيم، تزامناً مع الغلاء الفاحش في أسعار الأغذية والحليب منها خصوصا”.
وحذر فرق الإستجابة الطارئة والجمعيات المحلية الإنسانية وفرق تطوعية، من تعرض مخيمات الشمال السوري لأزمة خطيرة، في ظل انقطاع المساعدات الغذائية من المنظمات الإنسانية خاصةً بعد أن استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ضد قرار أممي يقضي ياستمرار الإمدادات الأممية والمساعدات الإنسانيةلمخيمات شمال سوريا.