المركز الإعلامي العام – محمد كركص
في سجل التاريخ الحديث والثورة السورية قصص و مآثر تروي عظمة الانسان الباحث عن الوطن المنشود في عزم وكبرياء، الرجال الأبطال الذين استرخصوا أرواحهم من أجل الدفاع عن الثورة ونصرة الحق كهدف حتمي آمنوا به و استشهدوا من أجله، والوقوف بجانب الشعب الذي حاربه الأسد مستعيناً بجيوش تمتلك أعتى أسلحة العالم.
الشهيد “صدام الشيخ” من مواليد 1981 بلدة كفرنبودة متزوج ولديه طفلين، كان واحداً من هؤلاء الرجال الأشاوس الذي سطع نجمه في دياجير الظلام وحمل مشاعل الحرية بكبرياء الرجال الصادقين ثمانية سنوات من الثورة والحرية ليرحل مع ركب الشهداء هو وعدد من رفاقه، و ما زالت بطولاته خالدة حية ستتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل في سبر أغوار الكفاح الجَسور للثورة السورية العظيمة.
برز الشهيد “صدام الشيخ” فقير المال، غني السيرة كثائر و مناضل صلب ومن طلائع الثوار الأوائل للحراك المسلح في خاصرة ريف حماة ومعقلها الثائرة بلدة كفرنبودة مع أخوته وعدداً من رفاقه الأحرار الذين حملوا على عاتقهم الدفاع عن الأرض والشعب الثائر ورفض سياسة الظلم والاستبداد منذ وقت مبكر ومع الأيام الأولى للثورة السورية.
أعتقل صدام في عام 2012 في بلدته كفرنبودة من قبل قوات الأسد عند اقتحام البلدة، وقام عناصر قوات النظام بإطلاق الرصاص على ساقيه ورميه وسط البلدة، عاود النظام واقتحم البلدة بعد شهرين من الاقتحام الأول وكان الشهيد صدام في فراشه ليقتحم العناصر بيته ويقوموا بتكسير قدمه التي أطلقوا عليها الرصاص قبل شهرين، ولازمته الإعاقة داخل سجون الأسد حتى عاود الثوار لتحرير البلدة واستطاعوا تحريره مع عدد من المدنيين. الإصابة رافقته حتى يوم استشهاده ، إلا أنها لم تعيقه عن متابعة الدفاع عن أرضه وشعبه في كافة المناطق التي تطأها دبابات الأسد وميليشياته.
شكل صدام إحدى الكتائب العاملة في الجيش الحر وشارك مع اخوته ورفاقه في معارك سوريا من شرقها حتى غربها ومن شمالها حتى جنوبها، في حلب وإدلب وحماة واللاذقية.
آمن الشهيد صدام ورفاقه بالثورة السورية و بعدالة القضية التي قرروا إبرازها للعالم أجمع باعتبارها مصير شعب بأسره ومن أجلها نالوا نصيبهم من الأذى و التنكيل إلا أن عزائمهم لم تتوقف في منتصف الطريق أو تضعف لمجرد وعيد أو تهديد أو مساومة واغراء.
تميز الشهيد “صدام الشيخ” بدماثة أخلاقه وشكيمة صبرة رغم فقره و نضج وعيه و صلابة عزمة في أحلك الظروف و المواقف هذه الصفات جعلته مثار فخر وثقة بين أوساط رفاقه وكل من عرفة من أبناء الثورة.