“شم الشعلة” بين أوساط الأطفال في دمشق.. أحد أخطر الظواهر، من يقف ورائها؟
المركز الإعلامي العام – خاص (رقية الجسين)
كثيرة هي الآفات الاجتماعية التي انتشرت في سوريا بعد اندلاع الثورة والحرب التي شنها النظام عليها، لكن العديد من تلك الأمراض الاجتماعية التي لم يعهدها السوريون من قبل، تلك التي تغزو مناطق سيطرة النظام، الذي يستعمل سياسة غض البصر عنها وسط الفلتان الأمني بغية زيادة مستوى التردي الصحي والاجتماعي والمادي لدى الشعب للتمكن من السيطرة عليه.
الظاهرة الأبرز والأخطر التي انتشرت مؤخراً ولا سيما بين الاطفال في العاصمة دمشق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وهي (استنشاق الأستيون- الشعلة)، وذلك بدون علاج او رقابة وبعجز للنظام عن كبحها، وتعد ظاهرة الإدمان على استنشاق هذه المادة الخطرة على أجساد الكبار والصغار في آن معاً هي حدثاً لا يمكن تفسيره، ناهيك عن حجم خطورته على مستقبل جيل بأكمله.
وأظهر مقطع فيديو انتشر بسرعة في الأيام القليلة الماضية، طفلة سورية لا يتجاوز عمرها الـ 8 سنوات وهي تحمل كيساً بداخله مادة (شعلة) وتقوم باستنشاق رائحتها، ثم تلقي بنفسها في نهر بردى لحاقاً بالكيس الذي سقط من يدها فيما يبدو.
ورمت الطفلة نفسها في النهر وراء الكيس عندما حاول المصور سحبه منها، ال أنها رفضت أن تتركه ورمت نفسها بالنهر والذي يبلغ منسوب المياه فيه 60مل، ليقوم عدد من الأشخاص الحاضرين في مسرح القصة بمساعدة الطفلة وسحبها من داخل النهر بعد أكثر من ساعة متواصلة داخله.
وقد ظهرت الطفلة في حالة كارثية يرثى لها وهي متمسكة في مادة الشعلة وتقوم بشمها بالقرب من نهر بردى وسط العاصمة دمشق في الجهة المقابلة للمتحف ووزارة السياحة التابعة للنظام.
وقبل أن ترمى نفسها كانت الطفلة قد قال للمصور عند سؤالها عن مكان أبيها وأمها أجابت: إمي ميتة وأبي بالسجن”، وظهرت الطفلة ومن خلال طريقة كلامها وكأنها تحت تأثير تخدير هذه المادة.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تظهر فيها هكذا حالات حيث تداولت مواقع التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة تسجيلات مصورة لأطفال تترواح أعمارهم بين العاشرة والتاسعة وهم يشمون الشعلة بالإضافة لبيع الحشيش والمخدرات من قبل ميليشات الدفاع الوطني” الشبيحة” في الحدائق والشوارع وسط العاصمة دمشق ومحافظات أخرى قابعة تحت سيطرت قوات النظام.