المركز الإعلامي العام – ياسر الطرّاف
كان صباحاً عادياً كغيره من الصباحات المليئة بالبؤس والفقر ومرارة النزوح والخوف من الفقد، في قطاع مخيم الجزيرة التابع لتجمع مخيمات أطمة الحدودية، استيقظت والدة الرضيع “عبد الوهاب أحمد رحيل” ذو الثمانية أشهر فجر يوم الثلاثاء 11-02-2020 لترضع طفلها للمرة الأخيرة قبل أن تلاحظ أن طفلها فارق الحياة في تمام الساعة 9 من صباح اليوم ذاته .
حالة من الذهول والصدمة اصابت العائلة بعد أن تيّقنوا أن ابنهم الوحيد بات دون حراك وأنه توفي، خصوصاُ أن الطفل عبد الوهاب لم يكن يعاني من اي مرض كان بحسب ماذكرت عائلته، مما دفع والد الطفل “أحمد عبد القادر رحيل” للإسراع إلى مستوصف أطمة الصحي لفحصه من قبل الكوادر الطبية، حيث تم الكشف عن حالة الطفل من قبل ثلاثة أطباء متواجدون في المركز ليأكدو وفاة الطفل لوالده، لكن الأمر الأصعب أن الأطباء أكدوا أن الطفل توفي بسبب البرد ولم يتم الكشف عن أية مؤشرات مرضية كان يعاني منها الطفل .
تنحدر عائلة الطفل عبد الوهاب من مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، الذين هُجروا كغيرهم من مئات الآلاف من النازحين بعد أن سيطرت قوات نظام الأسد على المدينة في 21 أغسطس من العام الفائت 2019 , حيث أن والد الطفل كان من المصابين بغاز السارين اثر الاستهداف بالغازات السامة من قبل نظام الأسد للمدينة، وخضغ للعلاج لمدة ثلاثة ايام في إقليم هاتاي، ومن ثم لجأ إلى مخيم أطمة الحدودي بسبب تواجد اقاربه هناك برفقة أطفاله الثلاثة من زوجته الأولى ووالده البالغ من العمر 61 عام وزوجته الثانية وابنهم الوحيد من الزوجة الثانية عبد الوهاب .
وأكد والد الطفل أحمد للمركز الإعلامي العام أنهم لايملكون أدنى مقومات الحياة في الخيمة التي يعيشون فيها وهو عاطل عن العمل بشكل نهائي، حتى أنه لا يملك ثمن مدفأة لتقيهم موجة البرد القاسية التي تجتاح المنطقة هنالك والتي تعد من اقسى موجات البرد التي مرت على المخيمات في الشمال السوري، حيث انخفضت درجات الحرارة هناك لتصل إلى 7 تحت الصفر، الأمر الذي زاد معاناة الآلاف من النازحين في المخيمات وكانت الضحية الطفل عبد الوهاب أحمد رحيل .
ربما حالة الطفل عبد الوهاب هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل الكارثة الإنسانية الواقعة الآن في إدلب حيث بلغ عدد النازحين منذ 16 يناير من 2020 إلى “80.922 عائلة (462.747 ) بحسب منسقو استجابة سوريا جُلهم من النساء والأطفال، وتشهد المناطق الشمالية اكتظاظ غير مسبوق من المخيمات العشوائية الغير مجهزة بأدنى مقومات المعيشة البسيطة، فضلاً عن امتلاء كل مراكز الإيواء وحتى المدارس ايضاَ الأمر الذي يوقع بكارثة آخرى على المستوى التعليمي .