عهد الصليبي
إن اختلفت استراتيجية المعركة الروسية مع الثوار أو بقيت كما هي، فلا بدَّ من مناورة حقيقية من الثوار تتناسب مع الحرب الروسية أو تفوقها، لصد تقدم الروس على الثورة وأراضيها ومبادئها ومطالبها.
يلاحظ منذ دخول الروس بشكل جدّي للمعركة ضد الثوار، أنَّ نوعاً من الحرب قد خيّم وساد فوق رؤوس المقاتلين، ساهم في كسرهم في كثير من المعارك العسكرية – السياسية ، فقد صار يواكب كل معركة للثوار ضد الروس موجة من التثبيط والإنهرامية الثورية لا سيما التخوين منها، تستهدف بشكل مباشر العاملين في القطاعات الأكثر أهمية من الثورة.
ولقد اشتهرت روسيا على مرِّ التاريخ بقوة مدرستها الإعلامية الموجهة (توجيهاً سياسياً وعسكريا)، الذي ساق نسبة كبيرة من جمهور الثورة للمحاربة بهم الثورة و مؤسساتها.. هذا النوع من الحرب ساهم بشكل كبير في إصابة الثورة بطعنةٍ يزيدُ وينقص ألمها مع كل جولة من المعركة.
كما أنَّ السعي لجعل منطقة مُعَيّنة من الجغرافية السورية أيقونة وذات أهمية أكثر ما هوَّ حالها واقعياً، يكسر نفوس الثوار وجمهورهم مع خسارتها، و يُنبئ بالويلات والمصائب عند السيطرة عليها، فلا جدوى ولا نفعاً للثورة في ذلك شيئا.
من أهم ما تحتاجه الثورة السورية في هذا الوقت، هو توجيه الإعلام الخاص بها، وطرح المعلومة في الزمان المناسب لها، تتناسب المعركة الإعلامية مع واقع المعركة العسكرية والسياسية، والعمل على إعادة جمهور الثورة، للثورة وتوجيه سهامهم اتجاه عدوهم الحقيقي، بعد أن صار موجه بشكل شبه كُلّي في وجهها ومحاربتها من حيث لا يعلمون.
ويقع ذلك على عاتق كل من يحمل شيئاً من فكر ومبادئ الثورة.
- جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “المركز الإعلامي العام”