عاجل

السلام عليكِ يا أم البدايات

السلام عليكِ يا أم البدايات

✍️ عزام الخالدي

الصيحة الأولى

في الثامن عشر من آذار 2011 خطَّ أطفال من محافظة -درعا- السوريّة عبارات على الجدران يقولون فيها “ارحل” و “يسقط النظام” لتندلع الشرارة بعدها لتعمَّ أرجاء البلاد، فأصبحت بعد ذلك درعا رمزَ الانتفاضة ومهد الثورة السورية.

• سقوط درعا

كان 2018 هو عام محزن بالنسبة للثورة السورية والثوار، ففيه سقطت غالبية المناطق المحررة بيد النظام السوري ومنها الغوطة الشرقية، ثم أتى دور درعا، وحشد النظام السوري حشود ضخمة جدًا على جميع جبهات المحافظة، ليجتاح المحافظة، وفعلاً سقطت درعا بعد أن تمت عملية مصالحة بين الرُّوس والثوار لتصبح درعا خارج الخريطة الخضراء.

• حصار درعا..

بعد رفض معظم قرى وبلدات حوران المشاركة بمهزلة الانتخابات الأخيرة وإعلانهم للإضراب العام بيوم الانتخابات وخروج الأهالي بمظاهرة مع رفع علم الثورة، استوعب النظام أنه لم يستطع السيطرة على المنطقة بشكل حقيقي وقرر ينتقم.

طالب النظام أهالي درعا البلد بأن يسلموا سلاحهم الخفيف، والسلاح الخفيف موجود بتلك المناطق من قبل الثورة السورية كجزء من التراث، وبعد الثورة أصبح من الضروري لحماية النفس من بطش النظام الغادر الذي استمر بإغتيال واعتقال الشباب رغم وجود اتفاقية بينهم من عام 2018 يتوعد بها النظام بأنه بت يتعدى على أحد، فرفض الأهالي تسليم السلاح

وبتاريخ 24 حزيران حاصر النظام درعا البلد (جزء من محافظة درعا وليس كل المحافظة) التي تتضمن 50 ألف نسمة، أثناء الحصار أُغلقت كل الطرق المؤدية لدرعا البلد، انعدمت معظم المواد الغذائية مت قطع الكهرباء والماء والانترنت عن السكان، أدوية الأمراض المزمنة وحليب الأطفال اختفوا، النساء الحوامل عانوا بسبب وجود قابلة قانونية واحدة فقط.

وبعد صمود المدنيين بهذه الظروف هددهم النظام بإقتحام المنطقة وهدم المسجد العمري الذي له رمزية كبيرة ومكانة مهمة عند أهالي المنطقة.

بعد مرور أكثر من شهر على الحصار تفاوضت لجان محلية مع النظام لإنهاء حصار درعا البلد.

شروط النظام لإنهاء الحصار كانت وضع 3 نقاط عسكرية لع داخل درعا البلد وتسلين 60 قطعة من السلاح الخفيف.. وبالمقابل اجراء تسوية (عفو من الأفرع الأمنية) لعشرات الشباب وإنهاء الحصار.

وافقوا الأهالي على هذا الحل لحقن الدماء وإنهاء مأساتهم والحفاظ على مسجدهم.

ومنذ فترة كان من المفترض يتم تنفيذ الاتفاقية، ولكن النظام كما تعود عليه السوريون لا يفي بالعهود.

دخل النظام على درعا بقوات الفرقة الرابعة التي كانت خارج نص الاتفاق، داهمت البيوت و”عفّشتها” واعتدت غلى المدنيين.

طالب النظام بإنشاء 9 نقاك بدل 3، ورفض اجراء التسوية للشباب وإعطاءهم خيارين -الإعتقال أو التهجير إلى إدلب”

رفض الأهالي طلبات النظام وصرّحوا إما أن يتم الاتفاق غلى الشروط السابقة أو يتم تهجيرهم كلهم لمناطق آمنة، مع استلام النظام للأرض فارغة من أهلها..

تبادل الثوار وقوات النظام إطلاق النار، وانسحب النظام لخارج درعا البلد، وأطبق الحصار على درعا البلد من جديد وبدأ بالتصعيد العسكري الهمجي.

فأصبح يقصف منازل المدنيين بشكل عشوائي، وقتل منهم 18 مدني بينهم 3 أطفال وإمرأة، والقصف طال أيضاً بلدات طفس وجاسم واليادودة وغيرهم الكثير.

آلاف المدنيين نزحوا من درعا، وبعد نزوحهم تعرضوا للضرب والشتائم والإهانة من قبل قوات الفرقة الرابعة..

لحد هذه اللحظة درعا محاصرة ومصير 50 ألف مدني مجهول ما بين إبادة جماعية أو تهجير.

الرسالة التي نريد إرسالها:

50 ألف مدني محاصر منذ شهرين، هؤلاء ليسوا مجرد أرقام..

إنهم أشخاص محاصرين في درعا معرضين لحد هذه اللحظة للخطر بسبب إجرام النظام السوري.

هؤلاء الناس كل شخص منهم لديه حلم بأن يعيش حياة كالحياة ليس أكثر، لكن للأسف هذا الحلم حرمهم منه القاتل.

مهما طالت بك النكبات، ستبقى درعا  نبراس ثورتنا الذي ينير قبلة الثائرين، منها البداية، ومنها حمزة، ومنها ستخرج شمس حريتنا بعد الغياب!!

من الشمال إلى الجنوب، من إدلب إلى درعا
قلوبنا معكِ يا صاحبة الهتاف الأول، من قلب كل حرٍّ ثائر إلى درعا سلام، آلامنا واحدة، والوجع واحد، تنقصف درعا فتتعب أرواحنا.

السلام لأم البدايات، ولأصحاب الصيحة الأولى
ستبقين أنتِ مهد ثورتنا الجميل، الرسائل وحدها لا تكفي للتضامن، لكن نخزات قلوبنا شاهدة أنت هنا “بالقلب”

المجد والعزة والحرية لدرعا، ولأحرار درعا، ولحرائر درعا، ولكل طلاب الكرامة هناك، والمجد لمن قال لا بوجه من قالوا نعم.

عن Mohamad Aladaher

Syrian journalist based in Idlib, MMC manager

شاهد أيضاً

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بـ دير_الزور استعداداً لمعارك ضد  قسد

توجه المئات من أبناء العشائر المقاتلين بعتادهم إلى “خيمة الحرب” في بلدة ذيبان بـ دير_الزور …