عاجل

إدلب إلى أين؟

المركز الإعلامي العام _ فراس علاوي

بعد التمدد الأخير لنظام الأسد وحليفه الروسي على حساب فصائل الثورة في أرياف حماة وإدلب والسيطرة على خان شيخون ومورك.. يبدو أنَّ السؤال الأكثر إلحاحاً الآن هو إدلب إلى أين ؟

تشكل إدلب الآن العقدة التي يترتب على حلها مستقبل المنطقة على المدى المتوسط في ظل تداخل القوى والمصالح الإقليمية والدولية وإختلاف الأجندات التي تسيطر على المنطقة.
ففي حين تبدو هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) هي الأكثر سيطرة في المنطقة مع تراجع دور الفصائل فإنَّ أي اتفاق حول إدلب لا بُدّ وأن تكون الهيئة هي الطرف الأساسي فيه ومع تراجع الدور التركي في المنطقة.. وبالتالي تراجع التأثير على تواجد الهيئة في إدلب ينحصر هذا الدور في دفع الفصائل الموالية لتركيا للقيام بعمل عسكري،
لكن هذا العمل سينتج عنه عواقب خطيرة  للمنطقة، حيث ستشهد منطقة الاشتباكات موجة نزوح غير مسبوقة نحو الحدود التركية، كذلك فإنَّ ذلك يعني ازدياد خطر، نقل “الهيئة” معاركها للداخل التركي، وبالتالي استهداف الأمن القومي التركي في العمق مع عدم ضمان انتصار الفصائل.

العمل على احتواء الهيئة.. يعني القبول بتمثيلها سياسياً وبالتالي تنحي الفصائل الموالية لتركيا وانحسارها وتحولها لشرطة محلية.
الاحتمال الآخر هو توافق تركي روسي على تعاون عسكري في إدلب، وهذا إن نجح عسكرياً، لكنه سيضع الفصائل الموالية لتركيا أمام تحدي جديد بين مصداقيتها الثورية وتبعيتها الإقليمية كذلك سيعطي الهيئة ذريعة المقاومة وشرعية قتالها ضد نظام الأسد وروسيا وهو الأمر الأقرب للحدوث.

ويبدو أن أي من الأطراف لا يملك تصور واضح لمآلات الوضع في إدلب وهو السبب في تسخين الحراك الدبلوماسي لجميع الأطراف وازدياد حدة التصريحات السياسية للمسؤولين الأتراك والروس.

وفيما يبدو أن مخرجات أستانا يتم تطبيقها على الأرض، في أرياف اللاذقية وجسر الشغور وجبل شحشبو، فإنَّ مصير إدلب يتوقف على التوافقات السياسية، والتي ستحملها زيارة الرئيس التركي أردوغان لموسكو، ومن ثم الإجتماع الثلاثي في إسطنبول والذي سيجمع كلاً من أردوغان وبوتين وروحاني.. والذي فيما يبدو أنه سيكون مخصصاً للحل السياسي وإعادة اللاجئين.

توافق الدول الثلاثة على حل سياسي سيكون مقيداً بالقبول الأميركي له، في ظل الحديث عن تصعيد أمريكي – إسرائيلي ، تمثل في استهداف الطيران الإسرائيلي لمقرات الحرس الثوري الإيراني في سوريا والحشد الشعبي العراقي.

كذلك فإنَّ مفاعيل اجتماع إسطنبول ستكون مرتبطة بالتطورات على الأرض، خاصة بما يتعلق بجبهة جبال الساحل والتي في حال حصل فيها خرق روسي على جبهة الكبانة “الكبينة”، فسيكون أوراق قوة أخرى للروس، في مواجهة المشروع التركي، والذي يشهد تراجعاً ملحوظاً سواء على الأرض أو على الصعيد السياسي.

السيناريو الأقرب للتحقق في إدلب، هو حل توافقي يتم التوصل إليه بعد إقصاء الجناح المتشدد في الهيئة، مقابل مشاركتها في إدارة المنطقة سياسيا وإداريا، والتزام الأتراك بالحفاظ على الأمن داخل مناطق نفوذهم ومشاركة روسيّة في تنفيذ تلك الحلول والسيطرة على الطرق الدولية وبالتالي انتهاء الجزء العسكري من الخطة الروسية، والتفرغ للحل السياسي.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “المركز الإعلامي العام”

عن Husam Hezaber

Syrian journalist based in Gaziantep Turkey MMC Editor and Public Relation Manager

شاهد أيضاً

تصريحات وزير خارجية النظام السوري “فيصل المقداد”

تصريحات وزير خارجية النظام السوري  “فيصل المقداد”  المقداد || ندعم العملية العسكرية الروسية لحماية الدونباس  …